السبت، 28 نوفمبر 2009

(( بين الحب والقدر ))

قررت يا حبيبتي السفر
من كثرة كذب البشر
ها أنا أقف في منتصف الطريق
ومن أمامي قرار القدر
لقد جف الماء في الأحداق
واخضرت صخور المنحدر
وغارت مياه الينابيع
وطال خسوف القمر
شبت النيران في الغابات
ولم تهطل حبة المطر
كيف التقي بك حبيبتي
والأشجار لم تعقد الثمر
ما أهديك في لقاء الغد
ولست املك قطعة من حجر
جار الزمان علي بقسوة
وسرق مني جميع الدرر
خانني حين آمنته على حبي
وأنساني جمال السمر
أصبحت لا أقوى على شيء
حتى موعدنا أين لا أتذكر
فمجرد التفكير بك حبيبتي
يصبح التاريخ كله في خطر
ينقلب الحب والزمان
إلى قنبلة موقوتة بنغمة وتر
ماذا أقول يا حبيبتي وانأ
محاط بأسوار الحزن والضجر
يا رب
كيف أقاوم سيف الزمان
وسيفي انكسر
لماذا جعلتني أحب يا زمان
وحظي قليل وقلبي انكسر
قتلتني دون تنبيه مسبق
وأضعت من عقلي الفكر
لم تبقي لي ذكريات
ولم تبقي تخايل الصور
ماذا أبقيت لي أيها القدر
هل ظل في الصدر غير العظام
وقلب فيه حب يستغيث بالسفر
لن ائتمنك على سر من جديد
وسأبقى منك دائما الحذر
كوني معي حبيبتي
كي أملئ الكوب إذا انكسر

(( رحيل عائد ))

حان الرحيل لقب مولعِ
يتلظى نارا بفراق ألأضلعِ
إنه أمرا الله فصدقي واقنعي
بأمر الله واصبري ولا تفجعي
اصبري وبأمرك لله فرجعي
سيكون الله معك ومعي
ما أحلى نفس تحلت بالصبر
وتجملت لقهر الوجع ألموجعي
فيا نفس اصبري واهدئي
ولا تبكي فلن تشدي الأدمعي
هيا تجلدي لأمل سيأتي بصبرٍ
فالله مع الصابرين ولهم يشفعِ
كم يفرح القلب بلقاء حبيبته
والنفس برجوع الحبيب تتمتعِ
أودعكِ لا لن أودعكِ بل
سأقول استودعك الله فاهرعي
لقد حان رحيل الرجوعِ
للقاء حب يجمعكِ معي

{ موعد بعد غياب طويل }

أتت في موعدها لكني ما عرفتها
كفراشة كانت تتمايل
وكنور الشمس كان يشع وجهها
كأوتار العود كان يهتز خصرها
وكأن تياراً بحرياً يسحب نظري إلى عينيها
وشعرت ببردٍ شديد حين لاحت بشعرها
وامتد قوص قزحٍ من المحيط إلى ثغرها
وبلا شعورٍ عانقت يداي يديها
وبلا شعورٍ إلى صدري ضممتها
شعرتُ بالحنان والدفء فَقبلتها
التحمت شَفتي بِشفتيها
كانت كالجمر حين لمستها
فارتعَشت وارتعشتُ فذ قتها
صرخت لا تقترب فا لقرب
خطرٌ والبعد اخطر
فَعلمتُ أني أحرجتها
وعلمتُ حين قبلتُها أني أخطأتها
لم تكن حبيبتي لقد كانت أختها
صرختُ غاضبٌ بأني كشفتَها ؟
فاعترفت بأنها التوأم ! وأني أعجبتها
وأحبت أن تقلد أختها